أبرزها الأرق وسوء الهضم والسكر والضغط أضــرار جسـيمـة للمشـروبــات المنشطـة دقت ندوة قطرية ناقوس الخطر إزاء الأضرار الصحية الناجمة عن تناول المشروبات الغازية والمنشطة، محذرة من مخاطرها الجسيمة.
وقال الدكتور محمد سيف الكواري رئيس هيئة المواصفات والمقاييس القطرية إن أبرز المضار الناجمة عن تناول المشروبات الغازية تتمثل في عدم انتظام معدل النوم، وارتباك في عملية امتصاص الأغذية، والبعض قد يعاني حساسية لمادة الكافيين، والأفراد الذين لديهم متاعب في القلب قد يتعرضون لأخطار كبيرة بسبب الكافيين. أما بالنسبة للحوامل فيتأثرن كثيرا إذا تناولن مشروبات الطاقة خصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فقد وجد أن تناول 100 ملغ من الكافيين في اليوم من شأنه أن يقلل من فرص الولادة الطبيعية.
أما أضرار مشروبات الطاقة عند البالغين فإنها تتمثل في ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب وزيادة قوة تقلصا ته، وزيادة تدفق الدم إلى العضلات وشحوب الوجه وبرودة الأطراف، وزيادة الحموضة في المعدة وتخريش جدرانها، وزيادة لزوجة الدم وارتفاع ضغطه الاسموزي، والتنبيه الشديد للجملة العصبية، ما قد يؤدي إلى الأرق، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وحدوث القيء والغثيان، واضطراب الشوارد في الجسم، بالإضافة إلى ازدياد التبول والجفاف.
وكانت بداية استخدام مشروبات الطاقة قد انطلقت في عام 1901 في اسكتلندا، وخلال السنوات الخمس الأخيرة نمت مشروبات الطاقة بنسبة 53% سنويا،ً اذ بلغ الإنتاج عام 2007 نحو 6 مليارات عبوة في العالم، بينما نمت مبيعات مشروبات الطاقة منخفضة السكريات بصورة كبيرة، وبلغت في 2006 نحو 4 مليارات عبوة.
مكونات ضارة.
يتم تحضير أي مشروبات غازية، أو غير غازية، أساسا من الماء والسكر أو مواد التحلية، والكافيين، والحمض الأميني تاورين، وبعض المضافات المسموح بها، ويجوز إضافة عصائر أو لب فاكهة طبيعي ومستخلصات نباتية.
وتتألف المكونات الأساسية لمشروبات الطاقة من الكافيين والسكر والتاورين، ونتيجة السكر أنها توفر بعض الطاقة، لكن لم تثبت الدراسات بحسب ما خلصت إليه الندوة أن المكونات (عدا الكافيين) لها تأثير على الذهن أو تطور الأداء الجسماني، وقال الكواري إن التأثير الأساسي لهذه المشروبات هو التنبيه المنعش كما يحدث عقب تناول القهوة أو الشاي أو الصودا، وما يتبع ذلك من طلب المزيد منها لاستمرار التأثير المنبه.
وأضاف إنه من الناحية الغذائية فإن مشروبات الطاقة توفر لنا ما توفره باقي أنواع المشروبات الغازية، فبالإضافة إلى السكر تحتوي هذه المشروبات على بعض المكونات الأخرى التي تتباين في قيمتها الغذائية وقد تحتوي بعض فيتامينات ب وأعشاب.
ويحتوي مشروب الطاقة في العادة على 80 ملغ كافيين، وهي الكمية ذاتها التي يمكن الحصول عليها من تناول كوب مركز من القهوة أو كوبين من الشاي أو علبتين من المشروبات الغازية.
ويعتقد الكواري أنه بالنظر إلى أن معظم مستهلكي مشروبات الطاقة من صغار الشباب فهناك تأثيرات محتملة على الصحة، موضحا أن الكافيين يؤثر في زيادة الانتباه والإحساس بالانتعاش نتيجة التأثير على الجهاز العصبي المركزي.
وللكافيين تأثير مؤقت منبه ومنعش، وهو قد يوفر تحسينا نسبيا لا يدوم في الأداء الجسماني. وتحتوي مشروبات الرياضيين على مصدر يوفر السعرات الحرارية والأملاح المعدنية التي يتم فقدانها أثناء ممارسة الرياضة، حيث أن كمية السعرات في مشروبات الطاقة في الغالب أعلى من مثيلتها في مشروبات الرياضيين وتقلل من امتصاص الماء في الجسم، وتزيد الشعور بالعطش.
ولا تحتوي مشروبات الطاقة على أي من الأملاح المعدنية أو الفيتامينات الذائبة في الدهن الضرورية لنشاط وحيوية جسم الإنسان.
وقال الكواري إن مشروبات الطاقة فقيرة في محتواها من الألياف الغذائية الضرورية لسلامة الجهاز الهضمي وتحسين امتصاص المواد الغذائية وامتصاص الكثير من السموم من جسم الإنسان.
توصيات
وشددت توصيات الندوة على أن مادة الكافيين تسبب الكآبة والصداع والأرق والقلق وضعف التركيز، وقالت إنه وفقاً لدراسة أميركية أجريت عام 2005، فإن مشروبات الطاقة بما تحتويه من أحماض من شأنها أن تدمر الأسنان أسرع من المشروبات الغازية الأخرى بـ3 إلى 11 ضعفاً، حيث تذيب طبقة المينا، وتعري طبقة العاج الموجود أسفلها وتمهد للتسوس ونخر الأسنان، لكن أشد أنواع الأسنان تأثراً هي الأسنان الأمامية، وأشارت التوصيات إلى أن مشروبات الطاقة تؤدي إلى خلل في التوازن بين نسبة الكالسيوم والفسفور بالدم، خصوصاً لدى الأطفال وبالتالي نقص الكالسيوم في العظام بشكل كبير ليحدث في المحصلة نقص في عملية تكلس العظام.
وقالت التوصيات إن الجسم لا يحتاج إلى مشروبات الطاقة نهائيا ولا يمكن اعتبارها كمتممات غذائية، إذ أن مشروبات الطاقة منبهة وليست مصدراً للطاقة، فهي تعتمد على التنبيه الشديد للجسم بما تحتويه من مواد وأعشاب منبهة، وأشارت إلى أن العديد من مشروبات الطاقة تحتوي على العديد من المواد المجهولة أو غير واضحة التأثير، أو لم تثبت سلامة استخدامها بعد.
وقالت الندوة إن خلط مكونات مشروبات الطاقة جاء بشكل غير مبرر ومفهوم من ناحية التآزر، أو التضاد من ناحية المفعول بين مكوناتها، كما أنها أضيفت من غير معرفة الجرعات اليومية المسموح بها، وأكدت الندوة أن مشروبات الطاقة تؤثر على كثير من أعضاء الجسم بشكل مباشر وغير مباشر ومشروبات الطاقة تسبب الإدمان.