أحمد ياسين
أخي يا ابنَ ياسينَ يا أحمدُ * لكَ اللهُ .. والجنةُ الموعدُ
حمائمُ ذي العَرشِ لا ماؤها * يَغيضُ ولا زادُها يَنفد
صِراطَ النبيينَ والمرسلينَ * ومَن عُذبوا ومَن استُشهدوا
تطيرُ به الصافناتُ الجيادُ * ويَفرحُ بالجَيدِ الأجْوَدُ
مع اللهِ نبقى .. وباللهِ نَلقى * ونرمي .. وكلُ الأيادي يَدُ
تَفتَحُ تحتَ الظلامِ الورودُ * ويَلمَعُ خَلفَ الجبالِ الغدُ
مِنَ الجَورةِ الأسدُ المقدسيُ * وفي الجَورَةِ الجُودُ والمَحتِدُ
قواربُها نَورسٌ ناصِعُ * البياضِ .. وشُطآنُها العَسْجَدُ
تُحارِبُ فوقَ عُباب البحار * وظلُ بساتينها أرْغَدُ
وأسوارُ جَدّتِها عسقلانَ * لها ولأجدادِها تَشهَدُ
ثراكِ فلسطينُ مُخضَوضِرٌ * ونائِلُكِ الغَمرُ لا يُجْمَدُ
وكم فيكِ مِن عُظماءِ الرِجالِ * وكالأَسَدِ الولدُ الأمْرَدُ
على الجمرِ تشويهِ أمراضُه * وأشْرَسُها .. الشَللُ المُقعِدُ
وتنهشهُ مِن عجافِ السنين * عجائزُ خمسونَ أو أزيدُ
ولكنّهُ .. أمّةٌ وَحدَهُ * إذا ما هوى غَيرُهُ .. يَصْعدُ
معاركُه شَحَذَتْ عَزْمَهُ * كما يشحذ الحربة المِبرَدُ
فقل لابنِ ياسينَ إن جِئتَهُ : * لقد ربِحَ البيعُ يا أحمدُ
نُصِرتَ على أولياءِ اليهودِ * الذينَ إلى الأرضِ قد أخْلَدوا
مِنَ السِلكِ في رفح في الجنوب * إلى بيتِ حانون لا يَقعُدُ
وفي جورة الشمس سيل الضيوف * وباب ابن ياسين .. لا يوصد
يُبلغُ ، يدعو ، يربي ، يقودُ * تعالَوا تعالوا هُنا الموردُ
بقرآنِنا نفتحُ العالمينَ * وقلعةُ أبطالنا .. المسجِدُ
وحولَ ابنِ ياسينَ إخوانُه * حنيفيّةَ المصطفى جَددوا
مشاعِلُهم مِثلُ نارِ الكَليمِ * فكلُ فلسطينَ تَستَوقِدُ
ومُذ حَلّقَ النّسرُ بَعدَ انقطاعْ * يهودُ فرائصُها تُرْعَدُ
فَمُداً بِمُد ، وصاعاً بِصاعْ * ويُجْتَثُ مِن أصْلِهِ الغَرقَدُ
أتستأسدونَ بني قَينُقاعْ * ويَطفَحُ حِقدُكم الأسودُ ؟!!
ويُرعِبُكمْ مُقعَدٌ في القِطاعْ * يموتُ مِرارا ولا يُلْحَدُ
ولولا حِرابُ العبيدِ الرَعاعْ * لما أصبحَ القِردُ يستأسِدُ
غداً جيشُ أحمدَ يا قينقاع * ملايينُ كلُهمو .. أحمدُ
د / عبدالرحمن بارود . جده . 10/06/1989